كيف يكون تعامل الباحث مع المسائل الأصولية الخلافية؟
وما أسس توجيه الخلاف؟

نظرا لاهتمام الأصوليين بقضايا منهجية فإن تعاملهم مع المسائل الأصولية الخلافية قد اقتضى منهم التمييز بين نوعين من الخلاف:

 أولهما خلاف حقيقي أو معنوي والآخر خلاف لفظي؛

 أما الأول فَلِكَي يكون معتبراً لا بُد أن يكون مقتضيه له حظ من النظر وإلا عُدَّ مشاغبة.

 أما الخلاف اللفظي فمثاله تقسيم الحكم التكليفي لدى جمهور المتكلمين إلى خمسة أقسام، بينما يقسمه الأحناف إلى سبعة بزيادة تفريع مميز بين الفرض والواجب والحرام والمكروه بناء على اعتبارات الظن والقطع، فالفرض والحرام دليلهما قطعي والواجب والمكروه دليلهما ظني. وتفصيل المسألة لدى الأصوليين معروف.

ولا بد للباحث من تدقيق النظر في الأدلة التي يستدل بها الأصولييون وعدم التسرع إلى التخطئة أو تبني رأي من الآراء الأصولية بداع التشهي بل الأمر معتمدٌ على قوة الاستدلال من جهة وكون المخالف ممن يُقْبل خلافه من جهة أخرى.

والله أعلم.

..............................................................................

د. محمد الريوش

مترجم وباحث في الفقه وأصوله أستاذ لغة عربية للناطقين بغيرها.

المملكة المغربية الشريفة/الرباط المحروسة.